5 نصائح لتنظيم الوقت

جميع البشر دون استثناء يملكون 24 ساعة يوميًا، لكن ما الذي يجعل بعضهم دون الآخر ينجح في تحقيق التوازن، إنجاز جميع الأعمال على الموعد، وإكمال الإلتزامات. بينما تبقى فئة كبيرة من الناس بالكاد تجد الوقت للأساسيات.
في هذه التدوينة سنخبركم عن بضع نصائح بسيطة لتنظيم الوقت، مجرد تبنيها فكريًا قد يساهم في إحداث أثر على حياتك.
النصيحة الأولى: التخطيط
الكثير من الناس يتخطى هذه الخطوة، ولا يدرك أهميتها. هذه الخطوة قد لا تستغرق سوى دقائق لكنها تزيل عنا التخمين المتكرر في المنتصف. وتقلص من الزمن الضائع بين المهمات.
عندما تكون أعمالك مرتبة في لائحة، أو محفوظة على تطبيق في هاتفك، وربما حتى مجدولة ولها مؤقت زمني. سيسهل عليك اختيارالمهمة التالية التي يجب عليك تنفيذها. وبالطبع، عند كتابة خطة عليك إلزام نفسك بها، وجعلها أمرًا لابد منه.
وقت التخطيط تكون أنت المدير الذي يسند الأعمال ويفرضها. أما ما دون ذلك، تجنب التحايل في المهام وإقناع نفسك بقلة أهميتها. فما أن ينتهي التخطيط حتى تتحول من المدير إلى الموظف، وليس عليك سوى تنفيذ المهام التي أسندتها لنفسك.
النصيحة الثانية: القليل المستمر خير من الكثير المنقطع
يحلم الكثيرون في أن يبلغوا وزنهم المثالي في خلال أسبوعين، أو أن يحترفوا الآلة الموسيقية خلال شهر، لكن كل هذه الأماني والأهداف غير واقعية.
أغلب الإنجازات الكبيرة لا تتطلب جهدًا مكثفًا خلال مدة قصيرة، بل عادات صغيرة مستمرة. فالسر وراء كتابة رواية كاملة من 50 ألف كلمة ليس أن تكتب لمدة عشرة ساعات يوميًا مدة أسبوعين، بل أن تلزم نفسك بكتابة 500 كلمة كل يوم على مدار عدة شهور. والسر وراء احتراف العزف على القيثارة ليس أن تتدرب عليها 6 ساعات يوميًا لمدة شهر، بل أن تقضي نصف ساعة في التدرب كل يوم. والسر وراء خسارة الوزن ليس في أن تقضي 4 ساعات في النادي الرياضي يوميًا، ولكن في أن تحسن عاداتك الغذائية وتواظب على الرياضة المعتدلة.
لن تستطيع الاستمرار في عمل شيء يأخذ ربع يومك لمدة طويلة، ولكنك تستطيع قضاء نصف ساعة يوميًا في العمل الذي يوصلك إلى هدفك. وعلى المدى البعيد تتراكم الدقائق وتحدث أثرًا مدويًا.
تعلم تكوين العادات اليومية لكل هدف تطمح لتحقيقه وسترى نفسك وصلت إلى ما تريد خلال بضعة أشهر.
النصيحة الثالثة: ابتعد عن الملهيات
هذه النصيحة بديهية للغاية، لكن تحقيقها ضروري لإنجاز الأعمال.
صممت الملهيات مثل: برامج التواصل الإجتماعي، والألعاب الإلكترونية لتكون مدمنة. ستجد دومًا تويتة جديدة تقرأها على تويتر، وصورة جديدة تنظر إليها على انستقرام، ولعبة جديدة تلعبها.
يمكنك تحديث الصفحة مئة مرة وستحصل في كل مرة على شيء تطلع عليه. مما يجعلها كالحفرة التي بلا قاع مهما انغمست لن تبلغ نهايتها.
كما أن التنبيهات المتكررة تحفز الدماغ بشكل مستمر. هذا لن يجعلك تبحث عنها بشكل مستمر وحسب، بل وأيضًا يجعل الأعمال الأخرى (مثل القراءة، والعمل) غير مجزية ومملة. لأنها لن تحدث في دماغك نفس الأثر، ولن تشبع دماغك المدمن للتحفيز.
بالإضافة إلى ذلك، هي تقصر من مدى الانتباه وتجعل التركيز في المهام الطويلة صعبًا.
أنا لا أطلب منك التخلي عنها تمامًا، لكن يمكنك تخفيف أثرها بتقليل الزمن الذي تقضيه عليها، وإقفال التنبيهات.
النصيحة الرابعة: لا تنتظرالتحفيز
كم مرة سمعت أحدهم يقول "لا أستطيع استذكار الدروس ليس لدي ما يحفزني" أو "أحتاج بعض التحفيز لأقوم بهذا العمل" ؟
التحفيز خرافة دعني أشرح لك لماذا.
يعتبر التحفيز من المشاعر، وكثيرًا ما تكون المشاعر لحظية ومؤقتة. لذا كيف لك أن تجعل أعمالك معتمدة على مشاعر لحظية مؤقتة ما تلبث قليلًا حتى تختفي.
خاصةً مع المشاريع الطويلة، والأعمال التي تتطلب إنتاجًا مستمرًا. فما تحتاجه ليس التحفيز بل الالتزام.
فكر فيها كالذهاب للمدرسة كل يوم. هل كنت تنتظر أن يأتيك التحفيز أثناء النوم ليوقظك ويذهب بك للمدرسة كل يوم؟ لو كنت تعتمد على التحفيز وحسب ما كنت لتستطيع المواظبة على الحضور شهورًا وسنينًا متتالية.
تطلب الذهاب للمدرسة كل يوم لسنين متتالية الالتزام وليس التحفيز. فرضه عليك والديك حتى كبرت قليلًا، ومن ثم أصبحت تفرضه على نفسك. وهذا ما تحتاجه لإنجاز أعمالك.
إن ألزمت نفسك بعمل دون أن تنتظر التحفيز فلن تجد مشاكل في الاستمرار. ويعين على الالتزام تكوين العادات التي تكلمنا عنها في النصيحة الثانية.
النصيحة الخامسة: خطط للراحة كما تخطط للعمل
فائدة التخطيط للراحة تكمن في أثرها النفسي. عندما تضمن راحتك تستطيع التركيز في عملك وبذل جهدك دون تهرب. لأنك تعلم أنك في وقتٍ ما خلال اليوم ستحصل راحتك، لذا لا بأس من بذل الجهد الآن.
كما أن الراحة بشكل منتظم خلال فترات العمل يخفف الإجهاد ويساعد على الاستمرار.
قد تكون الراحة مخططة بصورة الفيلم الذي تود مشاهدته، اللعبة التي تود لعبها، أو الهواية التي تحبها.
كانت هذه خمسة نصائح لتنظيم الوقت. نتمنى أن تساعدكم في تحقيق أهدافكم.