كيف تكتب أكثر في وقت أقل؟ ستة طرق لزيادة الانتاجية في الكتابة
تاريخ التحديث: ١١ يونيو ٢٠٢١
قد سمعتم من قبل عن بعض الكتاب المشهورين الذين تميزوا بالغزارة في الكتابة، البعض منهم وصل إنتاجهم إلى عدة كتب في السنة.
قد يظن البعض أنهم ربما عباقرة من عالم آخر ولا يمكن مجابهتهم، والبعض منكم قد يراهم قدوة ويطمح ليصبح مثلهم.

إن الكتابة الإبداعية ومدى غزارة الانتاج هي قدرات فردية تختلف من شخص لآخر، فمثلًا معدل كتابة ستيفن كينغ في اليوم هو 2000 كلمة، بينما كان يكتب أرثر كونان دويل مؤلف سلسلة شارلوك هولمز الشهيرة حوالي 3000 كلمة في اليوم، أما أر إف دالدرفيلد فقد كان يكتب 10000 كلمة في اليوم. وهؤلاء الكتاب تميزوا بغزارة الانتاج.
من الناحية الأخرى يوجد كتاب آخرون كان معدلهم اليومي للكتابة أقل من ذلك مثل إرنست هامنقواي بمعدل 500 كلمة في اليوم، وتوم ولف بمعدل 135 كلمة في اليوم.
يجب علينا ألا ننسى أن هؤلاء الكتاب يجنون لقمة عيشهم من الكتابة ولذلك لابد عليهم من الكتابة باستمرار وغزارة وقد لا يكون الآمر مماثلًا لك أنت بالتحديد.
وهنا نأتي لأهمية زيادة الانتاجية في الكتابة، إن أهمية زيادة معدل الكتابة تكون أساسية وضرورية للغاية إن كنت تعتمد عليها في كسب الرزق، سواء كان ذلك عن طريق العمل الحر، أو كتابة مدونة، أو النشر في الجرائد والصحف، أو كتابة الروايات والنشر.
ما نطمح إليه في هذه المدونة هو أن نزيد من انتاجية المرء بشكل عام وليس محاولة الوصول لأرقام غير واقعية لأنه كما ذكرنا آنفًا فإن معدل الكتابة أمر يتفاوت من شخص إلى آخر.
من خلال هذه المدونة سنستعرض 6 نصائح لزيادة الانتاجية في الكتابة:
1- لا تعتمد على الإلهام بل إجعلها عادة.
يعتقد الكثيرون أن الكتابة لا تأتي إلا مع وجود الإلهام وهذا في الحقيقة غير صحيح وإلا لما استطاع الكتاب المشهورين الاستمرار في الكتابة لمدة عقود بشكل يومي فلا يعقل أن يأتي الإلهام للمرء كل يوم.
يمكنك تدريب دماغك على الكتابة باستمرار من خلال خلق العادات. سواء كنت تفضل الكتابة في الليل أو في النهار، داخل غرفة مغلقة على مكتب فارغ أو في مقهى مزدحم. خصص الوقت المناسب لك للكتابة واجعله عادة يومية أو حتى أسبوعية إن لم تستطع.
هذه الطريقة تعتمد على مبدأ العادة، وقوة العادة يمكنها أن تقوم بالكثير. إن إعتدت فعل شيء معين في وقت معين فسوف يسهل عليك تذكره وفعله، وأيضًا سوف يقل مقدار الجهد المبذول للبدء ويسهل الانخراط في الأمر. هذا على عكس الأمور التي تجعلها مرجية للمزاج ولا تقوم بها إلا إن شعرت بالإلهام.
ليس من الضروري أن تكون كتاباتك متقنة طوال الوقت، لكن الكتابة باستمرار تجعل تدفق الكلمات أسهل.
2- اصنع قواعد لنفسك ولا تسمح لنفسك باختراقها.
اجعل الأمر ممتعًا وأكثر إلزامًا من خلال إنشاء بعض القواعد التي تتبعها ولا تسمح لنفسك باختراقها.
يقول نيل قيمان في إحدى المقابلات: "أنزل كل يوم للكتابة ومسموح لي ألا أفعل شيء بتاتًا. أسمح لنفسي بالجلوس على المكتب، أو النظر للعالم من خلال النافدة، ولكن لا أسمح لنفسي بحل الكلمات المتقاطعة أو قراءة كتاب أو محادثة صديق. كل ما أسمح لنفسي بفعله هو إما لا شيء على الإطلاق أو الكتابة. عن طريق ذلك أنا أخير نفسي بين أن أكتب أو لا أكتب، ولكن بعد مضي بعض الوقت أجد أن الكتابة ممتعة أكثر من فعل لا شيء."
يمكنك اختراع القواعد التي تناسبك وتجعلك تنتج ليس في الكتابة وحسب بل أيضًا في أي شيء آخر تريد فعله.
3- أنشئ نظامًا لحفظ الأفكار وتسهيل الاسترجاع.
قد يكون هذا النظام مذكرة صغيرة تحملها معك أينما ذهبت، أو تطبيق الملاحظات على هاتفك الذكي فالأمر يعود إليك.
إن أهمية هذا الأمر تكمن في حفظ الأفكار للعودة إليها لاحقًا عندما تجلس للكتابة. أدمغتنا صممت لابتكار الأفكار وليس الاحتفاظ بها لذلك دون أفكارك وفهرسها بطريقة ما ليسهل عليك استخدامها.
هذا أيضًا مفيد إن كنت وسط عمل ما وورد في ذهنك فكرة ولا تستطيع الكتابة أو التنفيذ في الوقت الحالي.
يتعارض ستيفين كينغ مع هذه الفكرة ويظن أن حمل المذكرة هو طريقة لتسجيل الأفكار السيئة، أما الأفكار الجيدة فإنها تبقى حتى تقوم بها. هذا الأمر قد يكون صحيحًا أحيانًا، ولكن ليس دائمًا. وحتى الأفكار السيئة التي تدونها يمكن إعادة تحويرها أو تحسينها والاستفادة منها.
وكلما كان النظام منظمًا كلما سهل عليك الاسترجاع واستخدام الأفكار.
4- لا تنتقد أعمالك وهي قيد الانشاء.
الكثير من الأعمال تبدأ كمسودات غير مكتملة ومليئة بالأخطاء وهذا أمر طبيعي للغاية. أعطي أعمالك فرصة ولا تقتلها وتقتل معها ثقتك بنفسك وانتاجيتك دون أن تعطيها الوقت والجهد الكافي.
كما أن اتقان الكتابة يتطلب تدريبًا والكثير من الكتابة والعمل الدوؤب. لذلك لا بأس حتى وإن لم يصبح عملك من أفضل المبيعات أو حاصلًا على جائزة أدبية. اعتبره تدريبًا وأضفه لحصيلة تجاربك وخبراتك دون أن تحكم على نفسك بالكاتب الفاشل.
5- التأمل والتمعن والتفكر.
انطلاق الأفكار والكتابة بكثرة يستدعي دماغًا قليل الانشغال ومسموحًا له بالاسترخاء. لا يستطيع المتعب الذي لا يجد دقيقة واحدة فارغة دون هم يحمله أو عمل ينجزه أن يبدع.
هذا لا يعني أن نترك كل مشاغلنا وأعمالنا دون حل والهرب للابداع لأن ذلك غير واقعي على الإطلاق، ولكن تخصيص وقت بشكل يومي للاسترخاء وترك التفكير في مشاكلنا لبعض الوقت مهم للغاية. هذا ليس مفيدًا للكتابة الإبداعية وحسب ولكن لصحتنا العقلية أيضًا.
قد يتمثل ذلك في في عصرية هادئة تقتضيها في قراءة كتاب، أو نزهة قصيرة بالخارج، أو تأمل صامت لأمواج البحر، أو كوب قهوة تشربه على صوت الموسيقى الهادئة، أو حتى الاهتمام بالنباتات وسقاية الزرع. اختر ما تحب عمله للاسترخاء وقم به بشكل دائم.
كم من فكرة راودتنا ونحن نستحم وكم مرة شعرنا أن الأفكار تأبى أن تأتي إن كنا منشغلين للغاية.
6- وسع مداركك.
ربما تواجه صعوبة في إيجاد ما تكتب عنه لأنك استنفذت كل ما لديك.
وسع مداركك أكثر بالقراءة والاطلاع، وتنويع مشاهداتك، وتوسيع شبكة معارفك، والتعرف على الثقافات المختلفة. فلا تدري من أين ستأتي فكرتك القادمة.
كانت هذه ستة نصائح مختلفة لزيادة الإنتاجية والكتابة أكثر. نتمنى أن تكون قد أعجبتكم وإن كان لديكم نصائح أخرى أو إضافات اتركوها لنا في التعليقات.